مقالات
يسألونك عن الحب
مقامة المثقّفين ، ونزهة الشّعراء المبدعين . بقلم : البشير بوكثير رأس الوادي
المقامة الرّمضانيّـــة – بقلم: البشير بوكثيـــــر
المقامة الرّمضانيّـــة
– بقلم: البشير بوكثيـــــر
إلى الذّين جعلوا من شهر الصّيام شهرا للطعام، أرفعُ على السّريع شبه مقامة .
حدّثنا بَنان ، عن شهر رمضان قال:
في شهر رمضان، شهر القرآن والتّوبة والغفران، وشهر الصّيام والقيام، وهجْر الطّعام والمنام، قصدتُ مع صاحبي أشعب الهُمام مرابع الكرام، كي نصيب بعض الإدام بعد طول صيام …
زقْزقتْ عصافيرُ البطون، وترهّلت العيون والجفون، ويا فرحتي ها قد سمعنا قعقعة الملاعق والصّحون، وشممنا رائحة “طاجين الزّيتون”، فتقدّمنا من صاحب الدّار، وكّنا نظنّه من الأجواد الأخيار، لكنّه طرَدنا كما يُطرَدُ الأجربُ المطليُّ بالقار .
بكى أشعب وصاح :
هل هذا هو الشّهر الذي تُصَفّدُ فيه الشّياطين ، ويفرحُ فيه الأطهار الميامين ؟ فمابال أشباه الشياطين، يمرحون ويسرحون،و يحرموننا من حلاوة “الطاجين” ، تبا للملاعين …؟!
صِحتُ به : لاتكن الطّعّان اللعّان ، وأنت في شهر رمضان …
انتقلنا إلى حيّ عتيق،كأنّه الزّبرجد والعقيق، فلمحْنا في منتصف الطريق، قصرا منيفا، ورجلا يبدو كريما ظريفا ، سلّمتُ وحيّيت، وتضرّعتُ وبكيت ، وصاحبي “بنان” مطأطئ الراس، كأنه ضُرِب بمهراس .
هشّ الرّجل الظريف وبشّ، وأدخلنا القصر المنيف لاالعشّ، ووضعَ السّماط، على البلاط، حتى خِلتُ نفسي بالفسطاط…
كسّرْنا الأشواك ،لمّا استفتَحْنا بـ”البوراك”، وثنّيْنا بــ”طاجين الزّيتون”، فكلّ شيء في سبيله يهون، وثلّثْنا بــ”شربة لفْريك”،وكأننا مُحَلِّقيْـــن في “التّلفريك”،وربّعْنا بــ”المعقودة”،فصارتْ معدة ُ أشعب مثل خُردة مهرودة،
وسـألني بنان: ممّ صُنعت هذه المعقودة المهرودة ؟
قلت : صُنِعت من مُخّ الخروف ،يا “حلّوف”، “زِيدْ خلّطْها بالبوزلوف” ، كي أستريح من نَهَمِك يا ملهوف .
واصلنا معركة الصّحون، والحديث يا إخوتي ذو شجون ،حين خمّسْنا بـ”الشّرْبة”و”الحريرة”، وارتكبنا أكبر جريرة، لمّا طلبنا “العُصْبان” والشخشوخة ، ياخاوتي صارت كرشي منفوخة ، فأرسلَ بنانُ معزوفةً و رَنّة،كالطّبل إذا غنّى..
وهنا هاجَ صاحبُ الدّار ومَاج :
ياسي الحاج، سَدِّسْ بـ”شطيطحة الجاج”، وماعليك بأسٌ ولا إحراج .
قلتُ في الحال: ونُسَبِّعُ بــ”الدّولمة”، في زمن “العولمة”، ونختمها بـ”الشوارما” …
خاطبني بنان وهو زعفان :
يا ملهوف ، وهل نسيت “السّفّة” و”المسفوف” ، وهل تُراك تناسيتَ “الكعبوش”، في زمن تَهاوي العُروش ؟
صاح صاحب الدّار :
أستحقّ الخسف والقذف، والعار والشّنار ، لأني أدخلْتكم الدّار …
قلتُ : لاتكن بخيلا أيّها الثّرثار…
سَنخْتِم هذه الجلسة البطنيّة لا الأدبيّة ، بصحنٍ من الباقلاوة والزّلابيّة”، ثمّ نُتْبعُها بـ”قلب اللوز”، فكلّ شيء عندكَ يجوز.
نطق بنان : الآن” لازم انّحي السّماطة بالدّيسير والسّلاطة ، ونزيد نْصلّي التّراويح في زاوية ” شلّاطة”، ونعرّج على صديقنا “بوزرواطة ” في “خرّاطة” كي نُصيب السّحور، وخلّي الموتور يدور ياخويا قدّور.
رأس الوادي في : 30 شعبان 1434هــ / 9 جويلية 2013م
ثقف نفسك معلومات و حقائق
معلومات و حقائق:
– بطاطس برينغلز ليست مصنوعة من البطاطس .. فقط %42 منها مصنوعة من البطاطس أما ما تبقى فانه مصنوع من الطحين و الرز.
-جلوسك لوحدك في الظلام بهدوء تام وبدون إستخدام أي أجهزة كهربائية لمدة ٥ دقائق أو أكثر في اليوم يساعدك على تجاوز حالة التوتر والقلق.
-تقريبا 80% من ذكاء الطفل يأتي من جهة الأم.
-اول مالك لشركة مالبورو للسجائر مات مصاباً بسرطان الرئه.
-85% من الاشخاص يغيرون نص الرسالة كله إذا لم يعرف تهجئة كلمة واحدة.
-عندما تصاب مراة حامل بضرر في احد اعضاءها [مثل جلطة في القلب] يقوم الجنين بارسال خلايا جذعية للأم ليساعدها في اصلاح الضرار
-لاتطلب من الشخص أن يهدأ إذا كنت أنت سبب غضبه، لأن ذلك سيزيد من عصبيته وتوتره.
-أن تُصبح كسولاً تماماً في ٤ أيام من الشهر هو شيء جيد ومفيد لصحتك جسدياً ونفسياً.
-تزداد سعادة الإنسان عندما يكون مشغولا، ولكنه مبرمج على الكسل!
-يمكنك زيادة احتمالية اقناع شخص ما بعمل شيء ما لك بطريقتين : الأولى أن تهمسها في أذنه اليمنى الثانية أن تمسك بساعده و أنت تطلبها منه.
-بؤبؤ عينك قد يتوسع بحوالي %45 عندما ترى شخص تحبه.
-هل تعرفون معنى اسم الله “الجبار” ؟ كثير منا يعتقد انه يعني القوي الشديد هو يعني: الذي يجبر القلوب المنكسرة ، سبحانك ما أرحمك.
-البعوض بعد أن يمص دمك يتبول عليك !.
-تكلم مع نفسك فهذا يجعلك أكثر ذكاءا وليس مجنونا كما يعتقد البعض.
-مشاهدة فلم رعب قد تحرق ٢٠٠ سعرة حرارية أي ما يساوي نصف ساعة مشي.
المقامة التّبّانيّـــــــــــــــــة بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي (الجزائر)
إهداء: إلى روح العلاّمة والفهّامة “محمّد العربي بن التّبّاني” رحمه الله تعالى ،أرفع هذه المقامة .
حدّثنا الفتى الهُمام، عن شيخ العلماء في المسجد الحرام، بعد أنْ صام وقام :
هو “محمّد العربي بن التبّاني”، العالم الرّبّاني ، والزّاهد الرّوحاني، وشيخ العلماء في المسجد الحرام، وبليغ بُلغاء الكلام، وجهبذ الفقهاء في معرفة الحلال والحرام .
ولد بمدينة الأجواد، وقلعة الفقه والعلم والجهاد، وقبلة النّشامى الأمجاد، “رأس الوادي”.
حفظ القرآن، وهو غضّ الأفنان، طريّ العود والأغصان، فكان فتى الفتيان، في حلبة العلم والعرفان.
هو النّاسك العابد، الورِع الزّاهد، وحمامة المساجد، وهوالرّاكع السّاجد، للقاهر الواحد، الذّي شرفت به قبيلة “أولاد عبد الواحد” ، لمّا حفظ المتون وأتقنَ مبادئ العقائد، فأتى بالفرائد وحازَ زبدةَ الفوائد.
تلقّى العلمَ الرّاسخ، على شيخِ المشايخ، “عبد الله بن القاضي اليعلاوي”، ولا عجب في ذلك يا عمّي “لهْواوي”،فهو سليل خاله الشيخ “السّعيد بلعيساوي”، الذي سارتْ بذكره الرّكبان في الحواضر والفيافي .
فقد حثّه على السّفَر، والجلَد والصّبر، بعدما غرسَ فيه العفاف والزّهد والطُّهْر، ليكون العالم الحَبْر، في ذلك العصر، ولافخر .
وفعلا لبّى النّدا، وأغاظ بعض العِدى، فحطّ عصا الترحال، في الحال، في رحلة ميمونة،إلى جامع الزّيتونة، الدّرّة المصونة، والجوهرة المكنونة، فكان بحقّ، مثلما نطقتْ به ألسنة ُالصّدق “ممّن أدركَ العلم بالمصباح، والجلوس إلى الصّباح، وبالسّفر والسّهَر، والبكور إلى الفجْر “.
ومن الزيتونة الميمونة، يمّمَ شطر المدينة ، حيث أدركَ السّادةَ النّجباء، والمشايخ الأجِّلاّء، والفقهاء النّبهاء، والمصاقعة البُلغاء، فنهل من معين شيخ شنقيط، لامِن الماجنِ العبيط ،صاحبِ”مالَ بنا الغبيط”، كما أخذ العلم على “حمدان لونيسي”، أستاذِ شيخنا “الباديسي”، الذّي فاقَ في عصره نباهةَ “الإدريسي”.
ولمّا جعلَ العلم زاده، وغايته ومراده، وبوصلته وسداده، فقد نقلَه دعاءُ الأولياء الكرام ، إلى المسجد الحرام…
حين وصل تلك الدّيار، احتضنَه الأطهارُ الأخيار، وأفْرَشوا له القلوبَ والأزهار، وهاهو ذا يرتشف الماء الزّلال،من أفواه الرّجال، فيغرف من فصيح الكلام، ويعرف ترويض الأفهام، من العالم القَمقام، ومُحقّق ذاك الزّمان،”عبد الرّحمن الدّهّان”، صاحب الدّرر الثِّمان، والآيات الحِسان، في فهم بلاغة وأسرار القرآن.
نِعْمَ الجليس ، حين اعتلى كرسيّ التّدريس، فأزالَ كلّ دجلٍ و تلبيس وتدليس، ولاغرو في ذلك فهو صنو “الإبراهيميّ” و”ابن باديس”، في مقارعة وكشف زيف “باريس”.
وهاهو الشّيخ الجحْجاح، والقمر الوضّاح، والقنديل والمصباح، ينشر الشّذى الفوّاح، فيغمر البطاح، فتظهر للناس مدرسة “الفَلاح”، على نهج القرآن، والأحاديث الصّحاح ، وتصون عقيدةَ المسلم وسليقة العرب الأقحاح .
لقد رجَحَ علمُه في الميزان، وعلا شأنه حتّى بزَّ “بديع الزّمان”، بزهده تنمّقَ العلمُ وازدان، وفاحَ بالعبَق والعنفوان، في خميلةِ العلم والعرفان، فأهدى تلامذته صدْقَ الإيمان ، على طبَقٍ من السّوسن والرّيحان.
أيْ بُنيًّ : انهض ولا تقعد، والحقْ بالعلاّمة الأمجد، والدّرّاكة الأسعد، والفهّامة الأوحد، فهو في فنون النّحو والسّيرة والتّجويد، مثل “يحي عبد الحميد” ،أو “ابن العميد” في الكتابة والتّنضيد، يأتي بالمفيد، لكلّ طالبٍ مُريد، وهو مَنْ قرّبَ وسهّل المسالك، إلى” مُوطّأ الإمام مالك”، وبذلك أنقذ َالعامّة والخاصّةَ من شرّ المهالك .
أتى بالعجب، في خدمة لغة العرب، وهاهو ذا كتابه ” محادثة أهل الأدب، بأخبار وأنساب جاهليّة العرب”، يُغنيكَ عن المال والذّهب.
عرفَتْه الحلقاتُ الشّرعيّة، والمنابر الدّعويّة، مُنافحا عن السّيرة النبويّة ، والعقيدة السّلفيّة ، لا التّلفيّة ،فقد ختمَ على مُريديه سيرة ابن هشام وعقود الجُمان، والإتقان في علوم القرآن، ولسان الميزان، وفتح الباري والإصابة، وأسد الغابة في تراجم الصّحابة، والكامل لابن الأثير، وتاريخ الطبري لابن جرير، ووفيات الأعيان لابن خلِّكان، وطبقات الشافعيّة، دون أن ينسى طبقات المالكيّة .
وإذا أردتَ الزّيادة، فاقصد حلقةَ درسه في “باب الزّيادة”، وإذا أردتَ نيل الحظوة ،وإبعاد البلوى والصّبْوة، فجالسْه في “الحصوة”.
وإذا أردتَ أن تكون من ذوي الحصافة والنجابة، فاقرأ سِفره” إتحاف ذوي النّجابة، بما في القرآن والسّنة من فضائل الصّحابة”.
وإنْ شئتَ اختصار الكلام ، عن المسجد الحرام، فعليك بكتابه ” خلاصة الكلام، فيما هو المراد بالمسجد الحرام”.
وهبَه الإله الأكرم، سرعة الحفظ والفهم، ونعمة الزّهد والعلم، وشيمة الورع والحِلم، حتّى شُبِّه بــ”ابن أدهم”.
حازَ المكرمات، فكانت له كرامات، في تلك البقاع الخالدات، والجَنَبات الطاهرات ، واسمع لهذه الأبيات الرّائعات، لتلميذه “محمد أمين كتبي” وهو يصدح بالشمائل الخالدات ، لإمام الزّهد في الفلوات:
مَن كان يعتزّ في علم وفي أدب ** بشيخه فأنا أعتـــــــزّ بـ”العربي”
شيخٌ تمكّنَ فيه الفضلُ فانبثقـــتْ ** أنواره فحكتْ سيّارةَ الشُّــــــهُب
هذا ربيعٌ فلا تعجب إذا جمعتْ ** هذي الحدائقُ بين الزّهر والعشب
رأس الوادي في :27 جوان 2013م
مع فائق التقدير،
البشير بوكثير رأس الوادي
المقامة النَّحْناحيّــــــة – بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي
المقامة النَّحْناحيّــــــة
– بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي (الجزائر)
إهداء: بمناسبة الذّكرى العاشرة لوفاة الشّيخ محفوظ نحناح رحمه الله ،أرفع هذه المقامة عربون وفاء وتقدير لهذه القامة .
حدّثنا البشير الحمساوي قال:
هو الشيخ “نحناح”، الشذّى الفوّاح، والفكر النّضّاح ، والذّهن المتوقّد اللّمّاح، والسّلسبيل الأقاح، رائد الدّعوة والإصلاح، في هذه البطاح، له القلوب دوما ترتاح، ولذكراه ترنّم البلبل الصّدّاح، وتضوّعَ العنبر وفاح..
هو مَن أسكتَ النّحيب والنّواح، فصمتَ العويل والصّياح، لمّا في الورى نادى وصاح:” الجزائر حرّرها الجميع ويبنيها الجميع، فذا ب الجليد وانجلى الصّقيع، وعمّ رُبى الجزائر السّلام والوئام وأمْرعَ الرّبيع .
سكنَ حبُّه القلوب ، فزال الكدر والشّحوب، بعدما كفكف الدّموع الحرّى، وأوقد الشّموع تتْرى، فأسعدَ الورى طُرّا …
هو الفارس الهُمام، واللّيث الضّرغام، والسيّد القَمقام، والشّجاع المقدام، عالي الشّان ورفيع المقام، صار للجزائر الشّارة والوِسام.
هو المربي الألمعيّ، والداعية اللوذعيّ، والسّياسيّ الأروعيّ، والمصلح السّميذعيّ، ذو الوجه البهيّ، والخلق الزّكيّ، والقلب النقيّ الرّضيّ.
خطبَ بحماسة ، فهدّ للباطل أركانه وأساسه، وقارع بالحجّة أساطين السّياسة، فأدخلهم متحف سوق النخاسة، فشتان بين الطّهر وبين النّجاسة !
هو حكيم الزّمان، وفارس البيان، نشأ في أحضان الذّكر والقرآن، وتربّى في مدرسة الإخوان…
هو سيّد الرّجال، وبطل الأبطال، حين تتكسّر النّصال على النّصال، جميل الفِعال، كثير النّوال، سهرَ الليالي الطّوال، ودافع دفاع الأشاوس الأبطال، في ساح الوغى والنّزال، وقارع الاحتلال، حتى فكّ عن شعبه القيود والأغلال.
وجعل أسطورة جيش “قمير” إلى زوال …مُحال أنْ يستوي الماء الآسن مع الماء الزُّلال !
خاض ثورة التّحرير، فكان الفارس النّحرير، كما شارك في معركة البناء والتّعمير ، فأتى بالشّيء الكثير في زمن يسير ،وقاد النّشء نحو التغيير ،بفكر النّاقد البصير ..
عرفتْه مدينة البليدة ، رجلا ذا همّة شديدة، وحكمة سديدة، ومآثر حميدة، فقد جمعَ كلّ شمائل القيادة الرّشيدة.
أسّس الجماعة ،على السّمع والطاعة، فبايعتْه الوفود وهي تحثّ الخُطا سِراعا، بعدما اتّخذتْ من سيرته منهجا ومَركبا وشِراعا.
وهذا -يا بنيّ- رفيقه ” محمّد بوسليماني” السّيف اليماني، والفصيح الهمذاني، واليعربيّ القحطانيّ، كان له السّند، والسّاعد والعضد، حين قلّ العَوْن والمَدد.
عشقَ لغة الضّاد، وترنّم بها في كل ناد، وهامَ بها في كل واد، وكان للرّطانة بالمرصاد، حيث تصدّى للتغريبيين الأوغاد، بحكمة وسداد، وبحجّةٍ يُعضّدها الفقه والرّشاد ،فكفانا شرّهم ، وردّ كيدهم إلى نحرهم .
هو رجلُ تسامحٍ وحوار، في زمن اللاّحوار، بل في عشريّة قتل الأحرار الأطهار، والأطفال الصّغار،في سنواتِ الجمر والدّم والنار.
حاربَ سياسة الفرْنسة والمرْكسة والتّغريب، والفساد والتّخريب ،ونافح عن الهُويّة الإسلامية والتّعريب، ودافع عن “باديسية” الجزائر بمنهج مفكرٍ لبيب، وفكرِ مصلحٍ أريب .
ذاق ويلاتِ السجون، وتجرّع سمّ القهر والمنون، بصدرٍ رحب حنون، فقضى أصعب السّنون، رابط الجأش في دينه غير مفتون، مُتّخذا شعاره: أكون أولا أكون ، رسالةً لأجيالٍ لاتخون …
والحديث عن السّجون ذو شجون !
وفي السّجن نادى المنادي، ياحسرة ًعلى العباد، تركوا إرث الأمجاد، وتمسّكوا برَوْث الأوغاد، ونبذوا ظهريّا هدْيَ خير العباد.
كان السّجن محنة أعقبتْها منحة، وقُرحة عطّرتْها فوْحة، وضيقا أعقبته سِعة ًوفُسحة.
فقد كوّن فيه أُسْدا وأشبالا ، شرّعهم قسِيّا ونبالا، وهيّأهم للجزائر ضَراغِمة أبطالا.
فهل يستوي مَن ” اشترى -كيّة” بمن زهد في “المرسيدس و الـ kia”..!
كان حصيفَ الفكر، واسع الصّدر، حاضر البديهة بعيد النظر، شديد الحذر، خبيرا بمكمن الشرّ والخطر، فانبرى للإصلاح والإرشاد ونادى حيّ على الفلاح، فخرجت جمعية الإرشاد والإصلاح،للناس مثل إشراقة الصّباح .
ثم أسّس حركة حماس، الدّعامة والأساس ،على منهج القرآن والسنّة والقياس ، فكانت الوهج والنبراس، ملأت الدنيا وشغلت الناس، على الرّغم من كيد بعض الأنجاس .
دخل معترك السّياسة ، بفطنة وكياسة، فخاض استحقاق الرئاسة، لكن تدخّلتْ قذارةُ السّياسة، فحوّلتْ عرسَ الديمقراطية إلى رجس ونجاسة ، فما كان من حكيم السّياسة إلاّ أنْ تنازل عن الحقّ ليحقن دماء الرّعيّة والسّاسة .
ولا عجب فهو المجاهد الأصيل، والرّجل الشّهم النبيل، أرّقتْه الحُقرة والضّيم فصاح صيحةً تشفي الغليل:” حقّار الرجال يموت اذْليل ” ..
كفر بالحُقرة والبيرو قراطية ، واحتقر الاشتراكية والارستقراطية، وآمن بقيم العدالة والشورى -قراطية …
في العشرية الحمراء سكتَ العلماء وما سكت، وصمتَ أشباهُ السّاسة لكنه ما صمت، بل كان شعاره” من أجل الجزائر عشْ عزيزا أو فَــلْتمُتْ”..
وكم غلبه الشوق والحنين، إلى معشوقته فلسطين، فقد جأر بالآهات والأنين، وجهر بالصّبابة والهيام والحنين، وبكى الثرى والطين، واستبكى ملاحم بدر وحطين،حتى تمزّق منه القلب وتصلّب منه الوتين، فمات وفي قلبه حرقة، وعلى شفاهه شهقة، على رام الله والخليل وغزّة وجِنين..
مات الرجل الأمين، أبو المساكين، ونصير المستضعفين، فبكته الملايين،في الجزائر كما في فلسطين، لأنه كان الحصن الحصين، والمدافع الشّرس الرّصين على قضية فلسطين .
هيهات لايجود الزمان بمثله ** إنّ الزّمان بمثله لبخيل
وإنّي يا أخي “مقري ” أسمع بعض الهمس، من ذاك الرّمس، الذي غيّبَ البدر والشّمس ،يهتف بكم:
يارجال “حمس”…صونوا الوديعة كما بالأمس، ولاتبيعوا مجد “حمس” بثمن بخْس، في هذا الزّمن النّحْس …
فهل سمعتم النّداء يارجال “حمس ” …؟!
رأس الوادي في : 19 جوان 2013م
المقامة اللّورنسيّــــة . بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي (الجزائر)
بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي (الجزائر).
وقفة : ما بين الجاسوس الصّهيوني الفرنسي ” برنار ليفي “، و الجاسوس البريطاني المتصهين “فلورنس العرب” ضاع الأعراب والعرب.
إلى أتباع لورنس العرب، وأشياع حمّالة الحطب …
ما أشبه الليلة بالبارحة !
واعذروني إنْ قسوت وما جفوت، فالحبيب يقسو على من يحبّ …
حدثنا علقمة النحوي قال:
يمّمت شطر العرب، فوجدتُ بلادهم تغلي وتضطرب، من المصائب والنّوب، وثورات حمّالة الحطب …
أشْعل أوارها، ونفخَ سعيرها و وذرى قتامها وغبارها، ورفع شعارها أعراب كانوا ولازالوا الجَرب والعطب والكُرب …
هم من أهانوا الإسلام والصّلاة والسّجّادة، وحازوا القيادة بالخنا والخيانة و”لقْوادة”…
ولاعجب فقد رضعوا حليب العمالة منذ الولادة ، فاستحقوا تاج الغباء والحمق والبلادة …
آه …يا شيخ “حمادة” لو عشت هذا الزمن لضاعت منك حكمة المشايخ والسّادة ، ولهجرتَ “مسك الغنائم”- مستغانم – بالولادة .
هم الأعراب …عقلهم خفيف، وفكرهم سقيم سخيف، ومكرهم بالليل كما بالنهار مخيف ، وغدرهم يسري في العروق كما يجري الدّم الشفيف في الشّريان الأبهر الرّهيف …
كم ظلموكَ يا إسلام، حين قنّنوا لشريعة الغاب والقتل والحِمام، وتفنّنوا في وأْد البلابل والحَمام، وأعدموا الزّيتون وأحرقوا معه غصن السلام ، وسجنوا الليث الضّرغام، وباعوه في عيد النّحر للأزلام …
هنيئا لك يا” صدّام”، ميتة الشّهداء الكرام …
كم ظلموك أيّها الربيع، حين جعلوك سوقا للنّخاسة و البيع، باعوا فيه السّوسن والرّيحان، ورهنوا شقائق النّعمان، وابتاعوا الشّوك والسّدرة والصّبّار، لأنّ ثقافتهم لاتتجاوز رِجل الناقة وحافر الحمار …
خدعوا الدّهماء بأكذوبة تحرير الإنسان من أخيه الإنسان، وأدخلوا غريب الدّار ، وأهدوه حريمَ السّلطان، ودمّروا الإنسان والبنيان ، وقطعوا رؤوس الشجعان، وأكلوا قلوب الفتيان، لاكوها بالأنياب والأسنان، فصاروا أضحوكة هذا الزّمان، في الهمجيّة والطغيان…
لقد هدّوا الأركان، وفتحوا باب الشيطان، بفتاوى ما أنزل الله تعالى بها من سلطان .
لقد عرفناك أيها الربيع مُزدانا بالأزهار والنُّوّار، وبشدو الزرزور والهزّار، وبزقزقة الحَسّون وتغريد الأطيار ، وبحُداء الجوري في قافلة الأزهار، وبخرير مياه السّواقي والأنهار، وبوشْي الثمار والأزهار ترفل في الحلّة القشيبة والخِمار ، في الليل كما في النّهار …
أمّا ربيعكم أيّها الفُجّار الأشرار، فقد تسربل بالنّار، وتبرْقش بالحديد والصّديد والدّمار، وتوشّى بالإعصار،حين عزَف “عرّابوه” سمفونية القتل والانكسار ، والغدر والختل والانتحار ، وأخرسوا سمفونية “موزار”.
كم ظلموكِ أيتها الحريّة، حين أراق الأعراب باسمك ِالدّماء الزّكيّة، وهتكوا عِرض كل شريفة تقيّة …
كم ظلموا حقوق الإنسان، وقد جعلوها الشّعار والعنوان، في ثورات ربيع الشيطان، فقتلوا روح الإنسان، ودمّروا الأوطان، وأشاعوا الخراب والدمار في كلّ مكان ، بمؤامرة بادية للعيان، لاتخفى حتى على العميان، ذكّرَتْنا بقصة “لورنس العرب “، وما فعله بالأعراب والعرب، الذّين استجاروا بالإنجليز، وطردوا الأتراك وجلبوا قردة ” شيمون بيريز” …
وليس عجيبا على أتباع العاهر لا الشّريف ، حين تحالف مع الإنجليز وأعمل السّيف ، وحكَم بالحيْف ،فهدّ الخلافة، وحاز السّخافة، فمُنح على خيانته العُصافة ، بعدما باع بغداد والرّصافة …
و سلْ “فلورنس العرب”، و”سايكس بيكو” دعك الآن من ميسي و زيكو..فما أشبه الليلة بالبارحة يا عرب الجَرب !
لكن ليس فيكم رجل رشيد ،حصيف الفكر سديد، يفقه خبث اليهود، ومكر أبناء القرود …
هو التاريخ يعيد نفسه، وهاهو العربيّ الغبيّ يحفر رمسه بنفسه، ويُغيِّب بَدْرَه وشمسَه، وينشر بؤسَه، ويندب بعدها حظّه وتعسَه…
لكن أعراب العرب، كما خبرتهم يا ولدي هم الجرب ،ومنهم كل العطب، ألِفوا تكرار الخطأ والزّلل، فهم كالأنعام بل هم أضلّ.
لهم عِرق دسّاس، بعيد عن أرومة المهلهل وجسّاس، عِرقهم في بني قريظة وهاواي، سلْ عن جدّهم الأول “مردخاي” …! و ستتيه حتما مع أغاني ” الرّاينا راي”…
لقد نشروا الفتن، وقسموا الأوطان وزرعوا المحن ، وضيعوا بوصلة تحرير الوطن .
مالكم يا أعراب نكأتم جراح غزة ، فضيّعتم الشّرف والعِزّة ، فولولتُم تبكون الأطلال وتتلهّون بالتشبيب كما “كُثير عزّة” …!
ها قد تفتّقت الموزة يا”موزة”، وتهشّمت الكوزة، وتسنّنت الحوْزة، فما لك يا “مُوزة”، تأكلين” الكيوي” وترمين المَوزة و تتعبّدين في الحوزة، ثم تكفرين بالجوزة والموزة؟
قلت يا صاحبي : دعك من الموز والكيوي ، في زمن العهر، وتكلّس الفكر ..إنّه زمن “بني وي وي” .
رأس الوادي يوم: 26 ماي 2013م